بعدما تمادى العدو الاسرائيلي في جرائمه ضدّ اللبنانيين ولا سيما المدنيين منهم، وعاث خراباً ودماراً في الأرزاق والممتلكات، وزهق ارواحاً وشرّد نحو مليون ومئتي ألف لبناني من الجنوب والضاحية والبقاع، هل يمكن للبنان اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لتقديم شكوى؟
المحامي الدكتور بول مرقص، رئيس مؤسسة JUSTICIA في بيروت، والعميد في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ يشرح لـ”المدى” أنّ المحكمة الجنائية الدولية الدائمة تأسست بمقتضى نظام روما عام 1998، وانطلق عملها عام 2002، وقد سبق أن حاكمت وأدانت عدداً من القادة السياسيين والعسكريين في عدد من الحروب ونزاعات حول العالم، وبعض هؤلاء لا يزال مسجوناً حتى الساعة في لاهاي”.
ولفت مرقص الى “أن الدخول في نظام هذه المحكمة والانضمام اليه هو اختياري للأعضاء، أي للدول الراغبة في إبرام نظام روما، وقد إنضم بعض هذه الدول بما يناهز 124 دولة، بينما قلة من الدول العربية قد إنضمت الى نظام هذه المحكمة ومنها فقط الاردن وتونس وجزر القمر، بينما لم ينضم لبنان رغم المساعي والحملات الكثيفة لحثه على ذلك .
أما اسرائيل فهي لم تنضم إلى نظام روما الامر الذي يجعل ربط اختصاص هذه المحكمة للنظر بالحرب على لبنان متعذراً، خصوصًا في ظل عدم انعقاد مجلس الامن لاتخاذ قرار للإحالة الى المحكمة المذكورة أو لإنشاء محكمة خاصة HOC AD. ومردّ عدم انضمام لبنان ربما يكون خشية بعض الزعماء من الرجوع اليهم بالمحاسبة والمحاكمة أمام هذه المحكمة للجرائم التي قد ارتكبوها في أثناء الحرب اللبنانية بين عامي 1975 و 1990 على اعتبار أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، أي انها لا تسقط بمرور الزمن، وهي جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية وجريمة العدوان، علما أن هذه المحكمة وإن كانت تنضم اليها الدول إلا أنها تحاكم فقط الافراد وليس الكيانات أو الدول”.